هام !!! حوار بين إبراهيم عليه السلام وأبيه .
قد يختلف المرء في الرأي مع من هو أكبر منه ‘ ومع ذلك يلتزم الصغير حدود الأدب ‘ ويحترم الكبير ‘ فيجادله في أدب ورفق .
ولنا في سيرة إبراهيم عليه السلام مع أبيه – وهو يحاوره - خير قدوة .
وذلك لأن إبراهيم رأى أباه وقومه يعبدون الأوثان والأصنام التي نحتوها من الحجر ‘ أو صنعوها من الخشب ‘ فسأل والده قائلا :
هل تسمع هذه الأصنام دعاءكم يأبي ؟
فقال له والده :
لقد وجدنا آباءنا يعبدونها ‘ فحاكيناهم ‘ وقلدناهم .
ولكن إبراهيم لايقتنع بهذا الجواب ‘ ويطلب من أبيه ومن قومه أن يفكروا في الأمر ‘ وأن يتدبروا حقيقة هذه الأصنام ‘ ويعلن أنها غير جديرة بالعبادة ولاتستأهل الإحترام .
إنه يعتقد أن الجدير بالعبادة والإجلال إنما هو الله رب العالمين ‘ الذي منحه الحياة ‘ ووهب له العقل يميز به مايضر وماينفع ‘ والذي يسر له سبيل العيش ‘ ورزقه من فضله ‘ والذي قادر على دفع الضر عنه .
ثم يتوجه إبراهيم إلى ربه يسأله التوفيق والرشاد ‘ ويدعو لأبيه بالمغفرة والهداية إلى الطريق المستقيم .
وتقرأ هذا التخاطب الحوار بين إبراهيم وأبيه ‘ فترى مثلا من أدب التخاطب ‘ مع التمسك بالحق ‘ في قوله تعالى بسم الله الرحمـــان الرحيـــــــــم
(( واتل عليهم نبأ إبراهيم (69) إذ قال لأبيه وقومه ماتعبدون (70) قالوا نعبد أصناما فنضل لها عاكفين (71) قال هل يسمعونكم إذ تدعون (72) أو ينفعونكم أو يضرون (73) قالوا بل وجدنا ءابآنا كذالك يفعلون (74) قال أفرأيتم ماكنتم تعبدون (75) أنتم وءابآ ؤكم الأقدمون (76) فإنهم عدو لى إلا رب العالمين (77) الذى خلقني فهو يهدين (78) والذى هو يطعمني ويسقين (79) وإذا مرضت فهو يشفين (80) والذى يميتني ثم يحيين (81) والذى أطمع أن يغفر لى خطيئتى يوم الدين (82) رب هب لى حكما وألحقنى بالصالحين (83) واجعل لى لسان صدق في اءلاخرين (84) واجعلنى من ورثة جنة النعيم (85) واغفر لأبيى إنه كان من الضآلين (86) ولاتخزنى يوم يبعثون (87) يوم لاينفع مال ولابنون (88) إلا من أتى الله بقلب سليم (89)
صدق الله العظيم