الليل غرفة حالكة..والقمر نافذته، لكن القمر هذه الليلة غائب ، والعمال مثقلون بالأنتظار. عينان تتمهان مع الليل ، واحد من هؤلاء العمال يمسد شعر الكلب توني ذو الرائحة النتنة،ويضع عتاده بين رجليه، أما الآخر فمشغول في رسم خطوط في مجهول الليل الدامس والى جانبه علبة مؤن..
الصمت وحش، العامل ابراهيم:
-الليل لازال في بدايته والبرد قارس جدا!
العامل قدور:
-نحن خلقنا لننتظر، نتعب في كل شئ حتى الأنتظار..!
يتمسك قدور بعتاده وكأنه طوق نجاته تُم يتابع:
-اذهب تحت الشاحنة،تمدد هناك ، خذ قسطا من النوم..
فجأة تحول الصمت المريب الى هرج ومرج ومطاردة وصياح وصراخ هنا وهناك.. كان تدخل الشرطة قويا وعنيفا ودن سابق أنذار، نهض العمال النائمون ونط قلب ابراهيم من صدره ،سقطت فأسه على رجله اليمنى، بدأ يترنح من شدة الألم كعصفور جريح، لم يعد قادرا على الحركة ، جر نفسه نحو البوابة ، والدم ينزف بغزارة ، اغمي عليه..
تبا للرغيف المترجم الى خبز وبطاطا وبصل وعرق وخوف.. تبا من الدقيق المخلوط بالدم ، تبا فهذه بطاطا وليست رصاصة..!